
فوائد اللعب في التعلُّم للأطفال: مدخل فعّال لبناء العقول وتنمية المهارات
هل تساءلتِ من قبل عن كيفية زرع حب التعلم في أبنائكِ منذ الصغر؟ من المحتمل أنكِ قد فكرتِ في أن تحولي المكعبات المبعثرة حوله إلى لعبة حساب. هذا صحيح، يمكن لطفلكِ أن يتعلّم الحساب أثناء عدّ المكعبات. من المحتمل أيضًا أن تسهم محاولات طفلك العفوية في تقليد كلمة أو شخص معين في تعزيز مفرداته وثقته بنفسه.
هذا ما ينقلنا إلى الواقع، إذ تبدو عملية اللعب والتسلية عند طفلكِ ممتعة في ظاهرها، ولكنها تحمل في باطنها فوائد جمّة، حيث تتجاوز فوائد اللعب في التعلم للأطفال حدود الترفيه وتصل بالطفل إلى بناء شخصية متكاملة ومهارات حياتية ضرورية في مراحل الطفولة المبكرة. (اقرئي أيضًا عن أهمية تعليم اللغة العربية للأطفال في سن مبكرة).
هذا المقال مُوجّه لكل أم وأب يبحثان عن وسائل حديثة لتعزيز تعلم أطفالهم، ولكل معلم وتربوي يسعى لتفعيل أساليب التعليم النشط، نستعرض فيه أبرز أشكال التعلم عن طريق اللعب وفوائده المتعددة، وسبل دمجه في تطبيقات تعليمية للأطفال، إلى جانب توصيات واقعية مستندة إلى مصادر علمية وتربوية موثوقة في إطار فوائد اللعب في التعلم للأطفال.
اللعب عند الأطفال حجر الأساس للتعلُّم المبكر
وفقًا لمنظمة اليونيسف: “اللعب مفتاح لتطور وتعلُّم أطفالنا، لأنه يُوفّر لهم طريقة سلسة وآمنة للتفاعل مع العالم”، فاللعب هو لغة الطفولة الأولى وهي الوسيلةُ التي يكتشف بها الطفل ذاته وعالمه ومهاراته، وهو المساحة الآمنة عند طفلكِ لتفريغ طاقاته وممارسة أنشطة بدنية كالقفز والركض. ليس ذلك فحسب، بل يشكّل اللعب أيضًا بيئة مثالية ليختبر الطفل التجربة والخطأ، ويتعلم مهارات الفهم الإدراكي بطريقة عفوية.
فوائد اللعب في التعلم للأطفال
1. تعزيز القدرات الذهنية للطفل
من فوائد اللعب في التعلم للأطفال أنه عندما يلعب الطفل بألعاب التصنيف (تصنيف المكعبات حسب الأشكال أو الألوان) أو المطابقة (مطابقة الأشكال الهندسية مع أماكنها في صندوق اللعب)، يبدأ الطفل بتنشيط قدراته التحليلية، ويُمارس مهاراتٍ مهمة في المقارنة والاستنتاج. هذه المراحل الإدراكية التي يمر بها أثناء لعبه هي التي تعزز من عمل الذاكرة العاملة عنده، وتحسّن مهارات الانتباه والتركيز لديه.
نصيحة لتجربتها مع طفلكِ، ابدئي من محيطه المصغّر داخل المنزل. اختاري مجموعة الألعاب التي يلعب بها على الدوام، مثل ألعاب تركيب الصورة، وحوّلي الخطوات التي يقوم بها إلى مهام مجزأة شرط أن يكون لها هدف إدراكي ذهني.
2. تحفيز مهارات التفكير الإبداعي
يُطلق اللعب العنان للخيال خاصة في الألعاب التمثيلية التي يتقمّص فيها الطفل أدوارًا مختلفة. يعد التخيل الحر ركيزة أساسية في تنمية الابتكار والمرونة الذهنية. بدورها، تساعد هذه الألعاب على تقوية مهارات التركيز والاستذكار وصولاً إلى تحقيق التعلم من خلال اللعب.
جربي أن تسألي طفلكِ عن أصدقائه المقرّبين، وتعرفي على الحركات والكلمات المميزة التي حفظها واكتسبها ممن حوله، واختبري قدرته على التقليد من خلال لعبة التمثيل.
3. تنمية مهارات الطفل الاجتماعية والعاطفية
يحتاج طفلك لدعم أقرانه تمامًا كحاجته لدعمك ودعم والده، فهناك الكثير من المهارات التي يتعلمها الطفل عن طريق اللعب الجماعي والتفاعل، كالتعاون، وحل النزاعات الصغيرة، والتعبير عن مشاعره ومخاوفه، وتقبل الآخرين. تساعد المهارات الحيوية طفلكِ وتُمكّنه من بناء علاقات صحية داخل الأسرة والمدرسة.
نصيحة للتجربة، جرّبي أن تأخذي طفلك إلى الحديقة العامة ثم راقبي تصرفاته مع أقرانه. من الممكن أن يكون شديد الحساسية في حال كان معتاداً على أن يكون محط تركيزك في أي مكان. لا داعي للقلق فاللعب هو المفتاح لتنمية مهاراته الاجتماعية.
4. تطوير اللغة والقدرة على التواصل
تساعد الألعاب، والقصص، والأغاني، والحوارات التمثيلية الأطفال على توسيع مفرداتهم، وتحسين نطقهم للحروف والكلمات، وفهم بنية اللغة. كما يعزز هذا أيضًا الثقة بالنفس في التعبير، وهي فائدة مهمة من فوائد اللعب في التعلم للأطفال.
كنشاط بسيط، شغّلي لطفلكِ الأغاني التعليمية عن الحروف والحيوانات وغيرها، ثم وظّفي تركيزك في تكراره الكلمات مع التركيز على النطق وتحسين مخارج الحروف عنده.
5. اكتساب المهارات الحركية الدقيقة والعامة
يطوّر الطفل من خلال ألعاب البناء والرسم، والقصّ، أو القفز والجري، التنسيق بين اليد والعين. تساعد هذه الألعاب من خلال الحركات المتتابعة وتنشيط الجسد على تقوية عضلاته وأعصابه، وتعزيز توازنه الحركي.
استفيدي من التطبيقات التعليمية للأطفال واجعلي لها حصة من وقت طفلكِ. مع ذلك، اللعب الحركي مهم جدًا وقد يفوق اللعب الإدراكي في بعض الاحيان لأنه يعتمد على تشغيل حواس مختلفة في آن معاً. المفتاح يكمن في التوازن!
6. تعميق فهم المفاهيم المجردة
لا ننسى في فوائد اللعب في التعلم للأطفال أن اللعب يُحوّل المفاهيم الصعبة إلى تجارب ملموسة. بهذه الطريقة، تنتقل الأفكار المخزنة مرئياً أو ذهنياً إلى تجارب محسوسة تعزز من إدراك العلاقة بين المسبب والنتيجة مثل ربط الطفل بين نار المدفأة والخوف من الألم.
مثلًا، يمكن للطفل فهم فكرة “الأقل والأكثر” عبر لعبة توزيع الفاكهة، أو “التسلسل” عبر ترتيب الألعاب حسب الحجم، أو “التمييز” من خلال ألعاب فرز المهملات.
أنواع اللعب المناسبة للتعلُّم التفاعلي
من خلال الفقرة السابقة، تعلمنا كيف أن التعلم يمكن تحقيقه وغرس مفاهيم تربوية منذ الصغر من خلال اللعب فقط! لذا، لا يمكن إغفال أهمية اللعب عند الأطفال كأداة مركزية في العملية التعليمية في رحلة بناء شخصية الطفل وتطوير قدراته العقلية والاجتماعية. يعد اللعب الوسيلة التي يُعبّر بها الطفل عن نفسه، ويكتشف من خلالها العالم، ويتفاعل مع مفاهيم جديدة.
ومن هنا، تُعدّ معرفة أنواع اللعب المختلفة ضرورية لفهم كيف تُحقّق فوائد اللعب في التعلم للأطفال على أرض الواقع، وكيف تُترجم هذه الفوائد إلى مكتسبات تربوية ملموسة.
1. اللعب البنائي: تعزيز مهارات التفكير والتخطيط
تعتمد الكثير من الألعاب في تصميمها على تعزيز المهارات الإدراكية عند الطفل، ويتجلى التعلُّم من خلال اللعب بوضوح في ألعاب البناء مثل المكعبات والليغو، حيث يُطوّر الطفل من خلالها مهارات التفكير المنطقي، ويكتسب القدرة على التحليل والتركيب. عندما يبني برجًا، فهو لا يمارس التسلية فقط، بل يُدرّب عقله على مهارات الرياضيات والمكان والوزن والتسلسل.
كتمرين لطفلك، اختاري كل يوم شكلًا مختلفًا من كتيب الأشكال التي يمكن تشكيلها بالليغو، ثم دعي طفلك يكوّن الشكل بداية من جمع المكعبات اللازمة وحتى وضع آخر قطعة في المجسم.
2. اللعب التمثيلي: تجسيد الخيال لبناء الذكاء العاطفي
التمثيل هو لعبة يستمتع بها الكبار كما الصغار. فمن خلال التظاهر بأدوار الكبار، كأن يكون الطفل طبيبًا أو معلمًا أو رجل إطفاء، يُمارس الطفل مهارات لغوية واجتماعية بطريقة تفاعلية. يحفّز هذا النوع التفكير الإبداعي، ويُنمّي الذكاء الاجتماعي. كما يُعدّ تمهيدًا لفهم الحياة الواقعية من خلال المحاكاة، ما يُسهم في تنمية مهارات الطفل في التعبير والتواصل وحل المشكلات.
نصيحة سهلة التطبيق، يستمتع الأطفال أحيانًا بتقليد أصوات الحيوانات، ابدئي بهذه الحيلة كونها تحفّز تخزين الذاكرة عنده ثم انتقلي إلى تقليد الأدوار مثل دور الأم أو الأب أو بعض المهن.
3. اللعب الحسي: تنشيط الحواس للتعلُّم المتكامل
يُوفّر اللعب الحسي (كالرمل والماء والصلصال) فرصة ذهبية لتنشيط الحواس الخمس. في هذا النوع، يظهر جليًا كيف يمكن للطفل أن يربط المفاهيم المجردة بالتجارب الواقعية. على سبيل المثال، التعرّف على الملمس والكمية والشكل، وكل ذلك يساهم في تنمية القدرات الذهنية للطفل بطريقة ممتعة وعفوية.
كيف تتحدي طفلكِ؟ تعتمد غالبية الروضات على نظام التعليم عن طريق اللعب الحسي، يكمن السر في توفير المحفزات حول طفلكِ مثل الصلصال والمعجون والماء. وفّري أدوات اللعب والتعلم لطفلكِ وراقبي كيف سيتعامل معها باستخدام مخيلته.
4. اللعب الجماعي: تعلُّم القيم الاجتماعية داخل بيئة آمنة
يُسهم اللعب في تخفيف التوتر عند الأطفال ويُساعد في بناء تواصل إيجابي بينهم وبين الكبار، مما يعزز البيئة الآمنة التي تُشجّع التعلم. يُقال أن الطفل يحتاج لقرية كاملة أثناء عملية التربية، وهنا يظهر دور الأقران، إذ ينمّي اللعب مع الأقران التعاون، وتبادل الأدوار، والاحترام المتبادل، وبذلك تتعزّز أهمية اللعب عند الأطفال في بناء التفاعل الإيجابي، والتدريب على تقبّل الاختلاف، وتعلّم أساسيات العمل الجماعي
5. اللعب المُخطط: اللعب الهادف بقيادة تربوية
تشير منظمة اليونيسف إلى فوائد اللعب في التعلم للأطفال موضحة أن “اللعب يساعد الطفل على تطوير الذكاء العاطفي، وفهم ذاته ومحيطه بشكل أفضل”، وهي أبعاد نفسية ضرورية لأي تجربة تعلّم ناجحة. المقصود بهذا اللعب هو الذي يوجّهه الكبار لتحقيق أهداف معرفية أو مهارية، مثل لعبة تصنيف الألوان باستخدام كرات ملوّنة، أو لعبة تكوين كلمات بأحرف ممغنطة، حيث يُمثل هذا النوع تجربة مثالية ل التعلُّم عن طريق اللعب، لأنه يجمع بين المتعة والتحصيل.
6. اللعب الرقمي التفاعلي: التكنولوجيا في خدمة التعليم
ظهر من حولنا، في ظل الانتشار الكبير للتقنيات الحديثة، تطبيقات تعليمية للأطفال توظّف اللعب في تقديم المحتوى التعليمي بأسلوب تفاعلي. من أبرزها تطبيق “ألف بي أطفال”، الذي يدمج اللعب باللغة العربية مع تعليم الحروف، المفردات، والمهارات الحياتية بطريقة جذابة.
تمثل هذه التطبيقات نموذجًا فعّالًا لفوائد اللعب في تعليم الأطفال، حيث تقدم محتوى بصريًا وسمعيًا وحركيًا يُحفّز المشاركة والتفاعل، ويُراعي الفروق الفردية، ويُسهّل التعلم الذاتي.
لماذا يجب التنويع بين أنواع اللعب؟
كوني على ثقة أيتها الأم أن التنويع في أنواع اللعب يصبّ في مصلحة طفلكِ. لذا فعند التركيز على أهمية اللعب عند الأطفال، لا يسعنا أن ننسى أهمية التنويع لأن الأطفال يختلفون في أساليب تعلّمهم واهتماماتهم. البعض يتعلّم بصريًا وآخرون من خلال الحركة أو التفاعل الاجتماعي. لذا فإن التنوّع في اللعب يضمن تحقيق أقصى استفادة من التعلُّم من خلال اللعب، ويُعزز اندماج الطفل في التجربة التعليمية دون ضغوط.
كيف يمكن للأهل والمعلمين تطبيق منهج التعلم من خلال اللعب؟
– خصّصوا وقتًا يوميًا للعب التفاعلي مع الطفل، ولو لعشرين دقيقة.
– راقبوا تفضيلات الطفل لتحديد نوع اللعب الأنسب له.
– راعوا الاختلافات العمرية والقدرات البدنية لاختيار ألعاب تناسب تطور الطفل.
– اختاروا ألعابًا تُحاكي واقع الطفل وتُحفّز خياله.
– استخدموا تطبيقات تعليمية للأطفال تحتوي على ألعاب مصممة بأسس تربوية.
اللعب ليس مجرد وسيلة ترفيه، بل هو بيئة متكاملة لبناء العقل والقلب معًا. وقد أثبتت الأبحاث، والخبرة العملية، أن فوائد اللعب في التعلم للأطفال تفوق التوقعات، من تحسين مهارات التفكير، والقدرات الذهنية للطفل، إلى تعزيز التواصل، والذكاء العاطفي.
دور التطبيقات التعليمية للأطفال في توظيف اللعب التربوي
في عصر الأجهزة الذكية، لا يمكننا تجاهل دور التطبيقات التعليمية للأطفال في تعزيز عملية التعلُّم، إذ لها دور كبير في تحقيق فوائد اللعب في التعلم للأطفال، ولكن التحدي يكمن في اختيار تطبيق يجمع بين المحتوى التربوي الممتاز والتصميم التفاعلي المحفز.
وهنا يأتي دور تطبيق ألف بي أطفال، الذي يقدّم ألعابًا تفاعلية باللغة العربية، تشمل مهارات الحروف والكلمات والتهجئة والتفكير المنطقي، وحتى المهارات الحياتية. لهذا، ندعوكم لتجربة التعليم التفاعلي عبر تطبيق ألف بي أطفال، الذي يقدم محتوى تربويًا عربيًا غنيًا يجمع بين الترفيه والمعرفة.
كما يمكنكم أيضًا الاستفادة من كتاب التمارين الخاص بألف بي أطفال والمتاح على منصة كتبي، للحصول على مصدر غني بالتمارين الممتعة لتعلم اللغة العربية للأطفال.
[رابط كتاب التمارين – ألف بي أطفال]
لا تنسوا أن تتابعوا صفحة ألف بي على فيسبوك للاستفادة من آخر التحديثات والعروض الحصرية لمتعلمي اللغة العربية من الصغار والكبار!