ما هو دور الأسرة في تعليم العربية للأطفال؟
إنَّ للأسرة دورٌ كبيرٌ في تعليم اللغة العربية للأطفال وذلك من خلال أمورٍ لا بدَّ أن تُصبح كنمط حياةٍ في المنزل وأولها أن تتحدث الأسرة بالعربية في البيت، وفي بعض الأحيان بالعربية الفصيحة، وذلك لتعزيز استيعاب الأطفال للمفردات، كما يجب على الأسرة أن تشجِّع أطفالها على القراءة المنزلية من خلال تخصيص ركن في المنزل يكون كمكتبة صغيرة للكتب والقصص المفيدة والممتعة والتي تكون بداية بناء عادة القراءة بالعربية عند الأطفال.
كل ذلك من العادات السليمة التي يقوم بها الأهل لغرس حب اللغة العربية في قلوب أبنائهم، ولكن هناك أخطاء وأساليب خاطئة قد يقع فيها الآهل أو المعلمون عند تعليم اللغة لأطفالهم ولا بدَّ من تجنبها ومعرفة الأساليب والاستراتيجيات الصحيحة للتعليم، وهو ما سيعرفكم عليه هذا المقال.
ما أهمية تعليم اللغة العربية للطفل؟
هناك أهميةٌ كبيرةٌ لتعليم العربية للأطفال، والتي لا يجب على أحدٍ أن يغفل عنها، ونذكرها لكم فيما يأتي:
- بناء هوية الطفل الفكرية: الطفل بدون لغته الأم ذو هويةٍ ناقصة؛ لذلك على الأهل أن يعلِّموا أطفالهم لغتهم العربية من أجل أن يفهموا جذورهم الدينية والثقافية، وأن يفتخروا بها بين الأمم، فهي لغةٌ عالمية.
- تعزيز مهارات الطفل الفكرية: يساعد تعليم اللغة العربية للأطفال على تحسين مهاراتهم الفكرية والعقلية كالتحليل والتفكير النقدي وحلّ المشكلات، كما أنَّ الأطفال الذين يتعلَّمون قواعد العربية يكون أداؤهم الدراسي أفضل من غيرهم.
- تطوير المهارات الاجتماعية للطفل: فإنَّ إتقان الطفل للغة يعزّز من قدرته على التفاعل مع الآخرين، ويعزّز من تواصله معهم بفعالية أكبر، وذلك كلّه يساعد في بناء شخصية اجتماعية.
طرق تعليم اللغة العربية للأطفال
هناك عدد من طرق تعليم اللغة العربية للأطفال، والتي تجعلهم يحبُّون تعلُّمها، ويستمتعون خلال عملية التعلُّم أيضًا وهي كما يأتي:
التحدث باللغة العربية مع الأطفال
التحدث الدائم مع الأطفال باللغة الفصيحة سواء في البيت أو المدرسة يجعل الطفل قادرًا على فهم مفردات اللغة اليومية التي تستخدم دائمًا مثل التحية وأيام الأسبوع والألوان والأعداد وأسماء الأشياء، وإذا لم يستطع الأهل التحدث طوال اليوم بالعربية مع الطفل فيمكن تخصيص وقتٍ محدَّدٍ لا يتحدثون فيه إلا باللغة العربية.
مشاهدة الرسوم المتحركة باللغة العربية
لا يخفى على أحد أثر الرسوم المتحركة في نفوس الأطفال وعقولهم، فهم يميلون لتقليد الشخصيات التي يحبونها، فيتحدثون بلغتها وصوتها، وذلك لما في هذه الرسوم من ألوان وحركات تجذب انتباه الأطفال، وتجعله في تركيز تامٍ معها، لذلك يجب اختيار فيلم الكرتون المناسب لعمر الطفل ليفهم ما يدور فيه من حوارات وكلمات، ومن الجيد أن يجلس الأهل ويشاهدوا مع الطفل فذلك يشعره بالحماس ومشاركته اهتماماته.
تعليم الحروف للأطفال بالغناء والبطاقات المصورة
وهي من الأساليب الممتعة التي تربط بين التعلم واللعب، وذلك من خلال ربط تعليم كل حرف من الحروف العربية بصورة شيء ما يبدأ بهذا الحرف كاسم حيوان أو اسم أداةٍ يستخدمها الأطفال، وتعزّز هذه الطريقة التعليم التفاعلي، وتجعل الطفل متمكِّنًا من حفظ الحروف في ذاكرته، ومن الطرق المحبوبة أيضًا التعليم بالغناء حيث تُصاغ الحروف بأغنيةٍ ممتعةٍ ومسليةٍ للطفل ممَّا يسهِّل عليه نطقها.
استراتيجيات تعليم اللغة العربية للطفل
في الحديث عن استراتيجيات تعليم اللغة العربية للأطفال فلا بدَّ أن نذكر الأنشطة العامة والأساليب النافعة التي يمكن تعليم العربية للطفل من خلالها وهي كالآتي:
القصص والمسرحيات
من أفضل طرق تعليم اللغة وزيادة المخزون اللغوي عند الطفل من المفردات والجمل هي إشراكه بالتمثيل في قصص أو مسرحيات قصيرة.
دمج التكنولوجيا بالتعليم
إتقان الطفل للغة العربية يمنحه العديد من المهارات الفكرية التي تساعد الطفل في حياته المستقبلية، وتشير العديد من الدراسات إلى أنَّ إتقانه العربية يرفع من مستوى تحصيله الدراسي في المستقبل، وهذا دليل على الأهمية الكبيرة والفائدة التي سيحصلها طفلك من تعلم هذه اللغة.
الأنشطة الجماعية
وهي أنشطة تشجِّع الطفل على المشاركة والتفاعل مع غيره، وتطوِّر من تواصله الفعَّال باللغة العربية مع رفاقه.
أخطاء يجب تجنبها عند تعليم العربية للأطفال
في ظلِّ نشأة الأطفال على لغاتٍ أُخرى غير لغتهم العربية يجعل الأهل والمعلمون في تحدٍّ صعبٍ لتعليم الأطفال للغتهم بأسلوبٍ سليمٍ يزيد من روابطهم الثقافية مع هذه لغتهم الأم؛ لذلك على الأهل والمعلّم تجنُّب الأخطاء التي يمكن أن يقعوا فيها عند تعليم اللغة العربية للأطفال، ونذكرها فيما يأتي:
الهوس بالكمال والمثالية
وهي من الأخطاء التي يقع فيها الكثير من المعلمين، وذلك قد يؤدّي لنتائج عكسيةٍ مع الطفل، وشعور المعلم بالإحباط؛ لذلك عليه تقبُّل الأخطاء بصدرٍ رحبٍ، والعمل على إصلاحها والتركيز على التواصل الفعال والاحتفال بالإنجازات التي يحققها الطفل.
عدم التحدث الدائم مع الطفل باللغة العربية
من المهم جدًا أن يسمع الطفل مفردات اللغة العربية بشكلٍ دائمٍ ومنتظمٍ، وأن يعتاد أن يردَّ باللَّغة العربية، وفي حال ردَّ بلغةٍ أُخرى ترجم ما قاله للعربية حتى يعتاد تدريجيًا على معاني الكلمات، ويسهل عليه تكوين الجمل بشكلٍ سليمٍ فيما بعد.
عدم وجود جدول دراسي منظِّم للغة
عدم وجود جدولٍ دراسي منتظم لدراسة اللغة العربية قد يتسبب في إهمال الطفل لها، وعدم إعطائها الألوية، لذلك لا بدَّ من أن يكون تعلُّمه للعربية وفق جدول والالتزام به بشكل جديّ.
إهمال دراسة النحو والقواعد العربية
قد يظن بعض الطلاب أنَّ تعلم العربية قد يكون سماعيًا فحسب، وذلك من أكبر الأخطاء التي يقع فيها متعلمو اللغة، إذا من المهم أن يتعلَّموا القواعد الصحيحة من أجل تعزيز التواصل الفعَّال والفهم العالي للغة، وتطبيق تلك القواعد في المحادثة والكتابة.
الضغط على الطفل وتعنيفه
قد يقع الأهل والمعلمون في خطأ جسيمٍ أثناء تعليم اللغة العربية للأطفال من خلال الضغط عليهم وعقابهم في حال نطق المفردات بشكلٍ خاطئٍ، وقد يؤدي ذلك لإحباطهم وكرههم للغة؛ لذلك على المعلِّم أن يكون هادئًا وحكيمًا ليجعل المتعلِّم مستمتعًا ومتحمِّسًا ليتعلَّم أكثر، وأن يدمج عملية التعليم باللعب والمغامرات المسلية والممتعة.
اليأس من إحراز الطفل للتقدُّم في تعلُّم اللغة
لا بدَّ من الصبر على الطفل وإعطائه الوقت الكافي ليتعلَّم، وتشجيعه في كل خطوة يخطوها في طريق تعلُّمه للغة، وتحديد أهدافٍ مرحليةٍ تعزّز من شعور الطفل بالإنجاز عند الوصول إليها، أمَّا اليأس والإحباط فهو العدو الأول لإحراز أي تقدُّم.
التطبيقات التفاعلية ودورها في تعليم العربية للطفل
تلعب التطبيقات التفاعلية دورًا أساسيًا في تعليم اللغة العربية للأطفال في عصرنا الحاليّ فهي الجسر الذي يصل بين التعلُّم والمتعة، وتحوّل العملية التعليمية من الطريقة التقليدية الجامدة إلى تجربةٍ حيويةٍ تفاعلية، وتُتيح هذه التطبيقات للطفل التفاعل مع اللغة عبر أنشطةٍ متعددةٍ مثل الألعاب اللغوية، وتمارين النطق، والاستماع إلى القصص، وكتابة الحروف بطرقٍ مرئيةٍ وملوَّنة، ويعزز هذا التفاعل من الفهم ويُنمّي مهارات القراءة والاستماع والتحدث في آنٍ واحد.
ويعدُّ تطبيق “ألف بي أطفال” من أهم هذه التطبيقات التي تساعدك لتأخذ طفلك برحلةٍ تعليميةٍ ممتعة، ليتلَّم لغته بوساطة الألعاب المسلية، كما تساعده على التفاعل باللغة العربية من خلال سماع الطفل لعددٍ جيدٍ من المفردات في اللعبة الواحدة.
ختاما
إن تعليم العربية للأطفال مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمعلمين، تتطلّب منهم وعيًا وصبرًا، وتطبيقًا لأساليب تربوية سليمة تُشجِّع الطفل على حب لغته قبل إتقانها، فاللغة ليست مجرد كلماتٍ أو قواعد نحوية، بل هي هوية وانتماء وثقافة تُغرس في وجدان الطفل منذ الصغر؛ لذلك لا بدَّ من تجنّب الأخطاء الشائعة التي قد تُنفّر الطفل من اللغة.