كيف تساعد اللغة العربية طفلك على تجاوز صعوبات التعلم؟

كيف تساعد اللغة العربية طفلك على تجاوز صعوبات التعلم؟

أثناء فترات التعليم التي تكرّسها الأمهات لأطفالهن في المنزل أو خلال الحصص الدراسية في المدرسة، قد تلاحظ الأم اختلاف مستويات الفهم والتركيز بين أطفالها، فما السبب في ذلك؟ يعود الأمر إلى الكثير من الأسباب منها العوامل الوراثية والأوضح منها هي العوامل الإدراكية مثل صعوبات التعلم.

ولكن كيف يمكن لي أن ألاحظ ذلك في أطفالي؟ هناك الكثير من الأسئلة التي يمكنكِ أن تجيبي عنها وتختبري نفسكِ بها، منها:

  • هل لاحظتِ أن طفلك يواجه صعوبة في نطق الكلمات أو في التركيز أثناء التعلم؟
  • هل تجدين أنه يتأخر في تعلّم الحروف أو يضيع بين السطور أثناء القراءة؟

قد تشعرين بالحيرة بعد إجابتكِ عن هذه الأسئلة وما يشبهها، وتتساءلين إن كان ذلك مجرد تأخر عابر أو علامة على وجود مشكلة حقيقية. الحقيقة أن صعوبات التعلم أمر شائع بين الأطفال، وهي لا تعني ضعفًا في الذكاء أو القدرات، بل تعكس حاجة الطفل إلى طريقة تعليمية تتناسب مع نمطه الفريد في الفهم والاستيعاب.

في هذا المقال، سوف نتعرف بشكل أعمق على مفهوم صعوبات التعلم ومنها ننطلق لتسليط الضوء على فعالية اللغة العربية في مواجهة هذه الحالة وكيفية توجيه تعليم اللغة العربية للأطفال كأداة فعالة لمساعدة الأطفال على تجاوز صعوبات التعلم، من خلال تقديم نصائح واستراتيجيات عملية يمكن تطبيقها بسهولة في المنزل أو في الصف، بالاستفادة من تطبيق “ألف بي أطفال” المصمم لدعم تعلم اللغة العربية للأطفال بطريقة تفاعلية ممتعة.

ما هي صعوبات التعلم لدى الطفل؟

لا شك في أن بعض ردود أفعال الأهل المغلوطة على تشخيص أطفالهم بصعوبات التعلم قد يكون فيها شيء من المبالغة كونهم ينظرون للأمر بعين اليأس. بكل بساطة، صعوبات التعلم هي اضطرابات تؤثر على قدرة الطفل في واحد أو أكثر من مجالات التعلم مثل القراءة، الكتابة، الاستماع، أو التركيز. وهي لا ترتبط بانخفاض الذكاء، بل غالبًا ما يكون الطفل ذكيًا لكنه يحتاج إلى أساليب تعليمية بديلة تناسب احتياجاته.

أنواع صعوبات التعلم الشائعة

من الواجب التأكيد على أن صعوبات التعلم كما ذكرنا لا علاقة لها بمستويات الذكاء بل هي مرتبطة أكثر بطرق اكتساب وتحليل المعلومات. ويلي هذا التوضيح تعريفٌ بأبرز أنواع صعوبات التعلم الشائعة:

  1. عسر القراءة (الديسلكسيا): يواجه الطفل صعوبة في فك الرموز اللغوية وقراءة الكلمات، ويتجلى ذلك في قلب الحروف أو الخلط بين الأصوات.
  2. عسر الكتابة (الديسغرافيا): يظهر ذلك جليّاً من خلال صعوبة التعبير الكتابي، تشمل ضعف الخط أو صعوبة في ترتيب الجمل.
  3. عسر الحساب (الديسكالكوليا): كيف تصفين علاقة طفلكِ بالأرقام؟ من الممكن أن يواجه الطفل صعوبة في فهم المفاهيم الرياضية وحل المسائل.
  4. اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة (ADHD): يواجه فيه الطفل صعوبة في التركيز، التشتت السريع، وكثرة الحركة.

 

يتبع هذه الأنواع تذكير بأن لكل طفل طريقة تعلّم فريدة عن أقرانه وأن لكل طفل أسلوب تعلم مختلف، وأن جلّ ما يحتاجه طفل يعاني من صعوبات تعلم هو أسلوب تدريس يناسب طريقته في الفهم، وتطبيق استراتيجيات التعلم التي تعالج صعوبات التعلم الشائعة عنده. كل هذا مع التأكيد على تجنب تحميل الطفل أي شكل من أشكال الضغط أو المقارنة بالآخرين.

كيف يسهم تعليم اللغة العربية للأطفال في مواجهة صعوبات التعلم؟

من مزايا اللغات بأنها ليست مجرد كلمات نحفظها ونرددها، بل هي وسيلة للتفكير، والتحليل، والتواصل، وأداة رئيسة في تنمية الذكاء العاطفي والمعرفي. من منطلق الفوائد الجمّة الموجودة داخل تعلم اللغات، فإننا نشعر بالدافع الصريح لاستخدام اللغة العربية كأداة فعّالة مع الأطفال منذ سن مبكرة من أجل تشكيل قاعدة معرفية قوية تعزز من قدراتهم، حتى لو كانوا يعانون من صعوبات التعلم.

تساعد اللغة العربية في تنمية الكثير من المهارات عند الأطفال والتي بدورها تعالج عوارض صعوبات التعلم عن الأطفال، من أبرزها:

1. تنمية الوعي الصوتي:

تتميز اللغة العربية ببنية صوتية واضحة، مما يسهل على الطفل الربط بين الصوت والحرف، وهي خطوة أساسية لتجاوز عسر القراءة.

يمكنك مثلًا أن تشاركي طفلكِ تمارين الاستماع والتكرار، والتي بدورها تساعد في تعزيز التركيز السمعي واسترجاع الذاكرة عند الطفل.

2. تعزيز الذاكرة قصيرة وطويلة المدى:

تنشط مناطق الدماغ المرتبطة بالحفظ والمعالجة من خلال تكرار المفردات، والاستماع للقصص التعليمية للأطفال، واستخدام الأغاني اللغوية.

كخطوة أكثر سهولة ويسر، يمكنكِ تصفح التطبيقات التعليمية الموجهة للأطفال على الإنترنت والاستفادة منها في تصفح موسوعات واسعة من القصص التعليمية للأطفال.

3. تحسين الانتباه والتركيز:

غالب ما يحتاجه طفلكِ هو الابتعاد عن المشتتات وممارسة الأنشطة اللغوية الممتعة، كالألعاب التفاعلية أو سرد القصص، من شأن هذه الأنشطة الثنائية أن تساعد طفلكِ على البقاء منتبهًا لفترة أطول.

لا تترددي ولو للحظة في متابعة استهلاك طفلك من الشاشات يومياً. مع كل الفوائد الموجودة في الأغاني التعليمية وغيرها من الألعاب الرقمية، إلا أن الاستهلاك المتزايد يؤثر على مقدار الانتباه عند الطفل.

4. بناء المفردات والفهم:

من أجل رفع مستوى الفهم عند طفلكِ. استفيدي من تطبيق قراءة القصص التعليمية للأطفال التفاعلية باللغة العربية من أجل توسيع الحصيلة اللغوية للطفل، ما يسهل عليه فهم النصوص والتعبير عن نفسه بشكل أوضح.

حاولي أن تشركي طفلكِ في عملية التخطيط للتعلّم. ما هي آخر مرة قام فيها طفلكِ باختيار قصة ما قبل النوم؟

أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Journal of Learning Disabilities أن برامج التعليم القائمة على اللغة التفاعلية تحسن من الأداء القرائي بنسبة تتجاوز 40% لدى الأطفال الذين يعانون من الديسلكسيا، خاصة عندما تكون اللغة مصحوبة بعناصر بصرية وسمعية.

استراتيجيات تعليمية فعالة للأطفال لتجاوز صعوبات التعلم

أحيانًا تتوافر التطبيقات التعليمية على مقربة منا دون إدراك ذلك، ولكن لحسن الحظ أن تطبيق “ألف بي أطفال” يمثل البيئة التربوية الرقمية الأفضل لطفلكِ كونه يتضمن بيئة غنية بالأدوات التي تساعد الطفل على التعلم بطريقة ممتعة وشخصية. إليكِ أربع من أبرز استراتيجيات التعلم التي يمكنك تطبيقها مع طفلك:

1. التعلم من خلال اللعب

يوفر تطبيق “ألف بي أطفال” ألعابًا تعليمية تركّز على التوصيل بين الصوت والحرف، أو ترتيب الكلمات، أو تمييز الصور، مما يساعد الطفل على تطوير مهارات القراءة والتمييز البصري والسمعي بطريقة غير تقليدية.

ابحث عن لعبة مطابقة الحرف بالصورة الصوتية، حيث يختار الطفل حرفًا ويستمع إلى نطقه الصحيح ويربطه بصورة مناسبة.

2. التكرار السمعي والبصري

من أجل تحقيق تعليم فعّال بأفضل طريقة ممكنة يعرض التطبيق المفردات بأكثر من وسيلة (صوت، نص، صورة)، مما يساعد الطفل على تثبيت الكلمة وفهم معناها.

3. القصص التعليمية التفاعلية

من أهم ميزات تطبيق “ألف بي أطفال” وجود مكتبة فيها موسوعة كبيرة من القصص التعليمية للأطفال التي تحتوي على كلمات جديدة وأحداث مشوقة مع رسوم متحركة وصوتيات، مما يشجع الطفل على الفهم والاستيعاب.

4. جدول يومي للتعلم القصير

ليس بالضرورة أن تترافق مدة التعليم مع جودة وفعالية التعلّم. كبداية تشجيعية، يحتاج التعليم باستخدام التطبيق لمدة 15 دقيقة يوميًا، فهذا الوقت القصير والمركّز يساعد على ترسيخ العادة دون شعور الطفل بالإجهاد.

ننصحك بأن تجعلي هذه الدقائق طقسًا ثابتًا عند طفلكِ، مثل استخدامها بعد وجبة خفيفة أو قبل النوم.

أثر التعلم التفاعلي على زيادة الثقة بالنفس

مع استمرار الطفل في عملية التعلم ومتابعة الأهل ودعمهم المستمر، يترافق هذا الجهد مع تطور تدريجي عند الطفل يشعر من خلاله بالتحسن مع ازدياد الثقة بالنفس عنده. يساعد تعليم اللغة العربية للأطفال بطريقة تفاعلية على النجاح من خلال أنشطة مرئية وسمعية تناسب نمط تعلم الطفل.

كيف تعززين الثقة بالنفس عند طفلك؟

  • امدحي كل محاولات طفلكِ وليس فقط النتائج.
  • اعتمدي أسلوب التشجيع من خلال مكافأته عند قراءة كلمة صحيحة أو إكمال لعبة/أحجية لغوية.
  • اعرضي إنجازاته البسيطة أمام العائلة لتعزيز شعوره بالفخر.

عندما يشهد الطفل على تقدمه بشكل مباشر، يساعده ذلك في اكتساب الشجاعة للاستمرار في التعلم. كل طفل يشعر بأنه قادر على النجاح سيتعامل مع التحديات بثقة، وهذا التحول النفسي أهم حتى من التحصيل الدراسي.

ختاما

نأمل أن يكون هذا المقال قد ساعدكِ على تجاوز التفكير السلبي حيال صعوبات التعلم عند الأطفال. من المهم أن ندرك أن هذه التحديات هي ليست عائقًا دائمًا، بل قد تكون البوابة التي ندخل منها لعالم أعمق من الفهم والصبر والإبداع التربوي مع أطفالنا لنخرج بعدها بأفضل نسخة تربوية نمنحها لهم. لكل مشكلة حل، ومع صعوبات التعلم ندرك أن أفضل الحلول هي مع استخدام أدوات مثل استراتيجيات التعلم العملية والفعّالة، بالإضافة إلى التطبيقات التعليمية الرقمية مثل تطبيق “ألف بي أطفال”، والذي يمكن من خلالها تركيز تعليم اللغة العربية للأطفال من أجل تحويلها من مادة دراسية إلى وسيلة لتحفيز النمو الذهني واللغوي.

الأمر لا يتعلق بتأخر طفلكِ عن أقرانه، بل الأهم هو أن تكوني المصدر الذي يفهمه ويمنحه الأدوات التي تناسبه.

لا تنسي تحميل تطبيق “ألف بي أطفال” اليوم وابدئي معه رحلة ممتعة تساعده على تخطي صعوباته وبناء علاقة إيجابية مع اللغة العربية.

إذا وجدت هذه المقالة مفيدة، يرجى مشاركتها مع أصدقائك لنشر المعرفة!
Facebook
LinkedIn
Telegram
X
مقالات أخرى