تنمية التفكير الإبداعي عند الأطفال: معلومات ونصائح

التفكير الإبداعي عند الأطفال

كيف أُنمي التفكير الإبداعي عند طفلي؟

إنَّ الإبداع هو أحد أهمِّ القدرات العقلية التي يحتاجها الإنسان في مسيرته الحياتية والعلمية؛ ولذلك لا بدَّ من السعي الدائم لتنميتها عند الطفل في سنٍّ صغيرة، فهي تفتح له آفاقًا واسعةً ليفكِّر بطريقةٍ مختلفة، ويحلّ مشكلاته بأساليب مبتكرة، كما أنَّها تساعده في التعبير عن ذاته بشكلٍ أفضل، ومع ما تشهده الحياة من التغيرات السريعة أصبح من الضروري أن يسعى الأهل لتنمية التفكير الإبداعي عند الأطفال في سنواتهم الأولى، ليستطيعوا التكييف مع التغيرات المستقبلية.

وسيشرح لكم هذا المقال ما هو التفكير الإبداعي عمومًا وما هي العناصر التي تكوِّنه في الإنسان، كما سيعرض أهمّ الوسائل والأنشطة التي تسهم في تنمية مهارات التفكير عند الطفل، وغيرها من وسائل تنمية إبداع الطفل، وما هي المعوقات التي تقف في وجه إبداعهم.

ما هي مهارة التفكير الإبداعي

في تعريف التفكير الإبداعي هو أن ينظر الإنسان للأمور بطريقة مختلفة، وهو ما يقال عنه التفكير خارج الصندوق، كما يشكِّل القدرة على إدراك ما هو غير واضح بالنسبة للآخرين، وصاحب هذه المهارة يستطيع ابتكار طرقٍ جديدةٍ لحلّ المشكلات ومواجهة التحديات التي تواجهه، وهو لا يعني بالضرورة أن يكون الطفل مبدعًا أو متفوقًا في الفنون والأدب، بل يشمل جوانب مختلفة من الحياة كالتفكير النقدي والابتكار العلمي وتطوير المهارات الاجتماعية.

عناصر التفكير الإبداعي

هناك الكثير من العناصر أو القدرات التي تكوِّن التفكير الإبداعي، ومعرفتها هو أمرٌ مهمٌّ جدًا لذلك سنذكر لكم أهمها فيما يأتي:

  •       المرونة والطلاقة: تعدُّ المرونة أساس التفكير الإبداعي، فهي تركِّز على سلاسة الأفكار والبعد عن التفكير بشكل تقليديّ، والتكييف مع الأمور مهما تغيَّرت الظروف المحيطة بها، وتشمل أيضًا النظر إلى الأمور من كلّ الزوايا والجهات.
  •       إدراك وجود المشكلة: وهي الخطوة الأولى للتفكير العلمي والإبداعي، وذلك يجعل الإنسان يبرمج أفكاره بشكلٍ سريعٍ من أجل إيجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلة، أو اتجاه أيِّ أزمةٍ تواجهه.
  •       التدفق العالي للأفكار: وذلك من أهمّ عناصر الإبداع، فلا يجب أن يكون هناك حصرٌ أو عددٌ لأفكار المبدع، وأصحاب هذا التفكير قادرون على تنمية أفكارهم باستمرار، من دون أن يقلِّلوا من قيمة أفكار الآخرين.
  •       القدرة على الاندماج مع فريق: وهو ما يسمّى بالثقافة التنظيمية، وتتميز بالقدرة على توليد الأفكار المشتركة مع الفريق، وإخراج أفكارٍ متناغمةٍ وإبداعيةٍ من أجل خدمة العمل، والسير في مسارٍ واحدٍ وبروحٍ جماعيةٍ واحدة.
  •       الابتكار الدائم: وهو القدرة على خلق أفكارٍ جديدةٍ دائمةٍ ضمن استراتيجياتٍ واضحةٍ، والعمل على تطويرها الدائم.

كل تلك العناصر لا بدَّ أن يتم تنميتها عند الطّفل منذ الصغر للحصول على أفضل نسخةٍ منه، والعمل على صقل شخصيّته وتنمية مواهبه الاجتماعية والعقلية والبدنية.

استراتيجيات تنمية التفكير الإبداعي عند الأطفال

الطفل مبدعٌ ومبتكِرٌ بالفطرة، ولديه خيالٌ قويٌّ يساعده على التعامل مع المواقف الصعبة، ويساعده على الإبداع والابتكار، ولكن ذلك يحتاج إلى تنميته، ويقع ذلك على عاتق الأهل في المنزل، وعلى المعلّم في المدرسة بطبيعة الحال، وفيما يأتي بعض النصائح العملية لتنمية التفكير الإبداعي عند الطفل:

تشجيع الطفل على التجربة والاكتشاف

شجعي طفلك على الاكتشاف الدائم واختبار تجارب جديدة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال طرح أسئلةٍ مفتوحةٍ على الطفل، بحيث تحتمل إجابتها أكثر من قول نعم أو لا، تساعده في أن يفكِّر أكثر فيما حوله ويتساءل أكثر حول الظواهر المحيطة به، وما يلاحظ فيها. 

تعزيز التفكير الإيجابي عند الطفل

لا تكوني عونًا للإحباط على طفلك إذا فشل في تجربةٍ ما، بل عليكِ حثّه بشكلٍ مستمرٍّ على التعلُّم والبحث عن إيجابيات كل تجربةٍ صعبةٍ يمرُّ بها، فالخطأ يعلِّم الإنسان أكثر من النجاح.

تعليم الطفل عادة القراءة

تعزّز القراءة من خيال الطفل، وتساعد في تطوير مهارة حلّ المشكلات، ولا سيّما قراءة القصص التي تحتوي على قيمةٍ، وتمرّ شخصياتها بمواقف مختلفةٍ وتجد لها حلًّا، وهناك قصص تفاعلية في التطبيقات يمكن الاستعانة بها.

قضاء وقت مع الطفل خارج المنزل

الخروج إلى أماكن مفتوحةٍ يساعد في تحرير تفكير الطفل، وتنمّي صحته العقلية، ويساعده في شحن طاقته الإبداعية، ورؤية آفاقٍ جديدةٍ، لذلك إياكِ وحبس طفلكِ في المنزل خوفًا عليه من البيئة المحيطة، ذلك قد يصنع منه شخصًا محدود التفكير.

استخدام الأنشطة الإبداعية والتعليم التفاعلي

إنَّ تعليم الطفل بالطرق الجامدة والتقليدية قد يحدُّ من تفكيره؛ لذلك لا بدَّ من استخدام الأنشطة الإبداعية في التعليم، واستخدام التعليم التفاعلي إمَّا بالأدوات العملية أو عن طريق التطبيقات التي تعلِّم الطفل بطريقةٍ تفاعلية، وتساعده في التفكير خارج الصندوق، إضافة لشعوره بالمتعة في أثناء التعلُّم؛ لذلك لا بدَّ من إدراك دور اللعب في تعليم الطفل.

أهمية التفكير الإبداعي عند الأطفال

إنَّ تعريز التفكير الإبداعي عند طفلك له أهمية كبيرة، وتمنح الطفل مميزاتٍ عديدةً وهي كما يأتي:

  1. تعزيز تقته بنفسه: فالطفل الذي يستخدم أفكاره الخاصة في حلّ المشكلات، ومشاركته للحلول مع الآخرين يجعله أكثر ثقةً بنفسه وبأفكاره.
  2. تقليل الشعور بالقلق والتوتر: فتدريب طفلك على استراتيجيات التفكير المبدع يجعل عقله أكثر مرونة وتقبُّل كل ما يحدث معه، وبدل من التوتر يَشرَع في حلِّ المشكلة ومجابهة الموقف.
  3. العمل الجماعي: يعزّز التّفكير الإبداعي من القدرة على العمل في فريق، وهي من متطلبات العصر، فالقدرة على التفكير المبدع يجعل الطفل يخلق جوًّا من النقاش وتبادل الأفكار بكلّ مرونة.
  4. الشجاعة وقوة الشخصية: إنَّ تنمية مهارة التفكير الإبداعي لدى الطفل تجعله أكثر حريَّةً في التعبير عن آرائه، وأكثر شجاعةً في مواجهة أيّ مشكلةٍ وإيجاد الحلّ المناسب لها.
  5. السعي والمحاولة الدائمة: وذلك يجعل من طفلك إنسانًا لا يستسلم بسهولةٍ، بل يحاول ويسعى لحل المشاكل التي قد تواجهه في الحياة، وابتكار أفكارٍ جديدةٍ لحلّها.

معوقات الإبداع عند الأطفال وتحدياته

هناك بعض العوامل التي قد تعيق تنمية التفكير الإبداعي عند الأطفال، ويجب أن نذكرها من أجل تجنُّبها والعمل على الحدِّ منها في أثناء التعامل مع الطفل:

  •       نقص التشجيع أو التحفيز وذلك يجعل من الطفل في خمول ويحدّ من طاقاته الإبداعية، لا سيّما عدم وجود ثقافة المكافأة والتقدير للفكرة عند الأهل أو المعلمين.
  •       عدم وجود بيئةٍ داعمةٍ لإبداع الطفل ولأفكاره المبتكرة والجديدة، والتعرُّض الدائم للنقد والاتهام بالفشل والتقليل من شأن أفكاره سيجعل الطفل خائفًا ومترددًا في طرح أيّ فكرةٍ جديدة.
  •       تدريس الطفل بشكلٍ تلقينيٍّ وتقليديٍّ يحدُّ من إطلاق العنان لتفكيره المبدع؛ لذلك على المعلم أو الأهل البحث الدائم عن طرقٍ تفاعليةٍ في تعليم الطفل.

أنشطة لتنمية التفكير الإبداعي عند الطفل

هناك عددٌ كبيرٌ من الأنشطة التي يمكن الاعتماد عليها لتنشيط التفكير الإبداعي عند الأطفال، ولا بدَّ من التنويه لدور الأسرة والمدرسة في البحث عن هذه الأنشطة وتطبيقها مع الطفل، وسنذكر لكم بعضها فيما يأتي:

  •       الرسم والتلوين يمكن أن يسهم في إخراج الروح المبدعة عند طفلك، ويطلق العنان لأفكاره أن تخرج للعلن على الورق وتترجم ما يدور في ذهنه، وذلك من فوائد الرسم للأطفال والتي تسهم في تنمية قدراته النفسية والعقلية.
  •       ألعاب البناء والتركيب والتي تعدُّ من أهمِّ الأنشطة التي تحفِّز الإبداع عند الطفل، وتصقل مهارات التفكير عنده، ففي أثناء رحلته في البحث عن القطع المتناسبة يستغل خياله وطاقاته الذهنية، فيتحسن مستواها شيئًا فشيئًا.
  •       حلّ الأحاجي مع الطفل يعدُّ من الرياضيات الدماغية التي تطوِّر تفكير الطفل، وتحفِّز خياله وإبداعه وتجعله يعتمد على أفكاره ويطوِّرها كلّما كانت الأحجية أصعب.
  •       التعليم التفاعلي من خلال الألعاب الإلكترونية يسهم في تحسين التفكير الإبداعي لدى طفلك فهو يحرِّك عنده حبّ التعلُّم المستمر، ويجعل من أفكاره مرنةً ومبتكرةً وأكثر إبداعاً ومن ذلك الألعاب الموجود في تطبيق “ألف بي أطفال” الصديق الأول لطفلك فهو يحتوي على مجموعةٍ من الألعاب وأوراق العمل التفاعلية التي تجعل طفلك يتعلّم بطريقةٍ سلسةٍ وممتعة، وفيه أنشطة رسمٍ وتلوين، وأنشطةٍ تعتمد على حلّ الأحاجي أو ما يُسمَّى بالبازل، وعددٍ كبيرٍ من النشاطات الأخرى.
لعبة بازل الصور في تطبيق ألف بي أطفال

ختاما

إنَّ رحلة تنمية التفكير الإبداعي لدى الأطفال تتطلب من الأهل والمعلمين صبرًا كبيرًا وتشجيعًا دائمًا للطفل، وتوفير بيئةٍ حاضنةٍ له تراعي مشاعره وتلبّي احتياجاته، وتُشعرِه بالأمان الدائم، فذلك كلِّه يساعد في بناء النظرة المبدعة لهذا الطفل ويعزّز من قدراته الإبداعية التي خلقها الله تعالى فيه، ويصنع منهم أشخاصًا فعالين في المجتمع وعباقرة ومبتكرين وفنانين.

إذا وجدت هذه المقالة مفيدة، يرجى مشاركتها مع أصدقائك لنشر المعرفة!
Facebook
LinkedIn
Telegram
X
مقالات أخرى