مهارة التواصل الفعال عند الأطفال: كيف نُنمّيها بخطوات علمية وتربوية

مهارة التواصل الفعال عند الأطفال
جزء من السلسلة
دليل تنمية مهارات الطفل, نصائح لتعلم اللغة العربية

كيف يتطور التواصل الفعال عند الأطفال؟

يولد الأطفال وفي داخلهم رغبةٌ في التواصل مع من حولهم، ويبدأ ذلك بالإيماءات والابتسامات أو البكاء، ومع مرور الوقت تتطور هذه الإشارات البسيطة فتصبح لغةً فيها كلمات وأفكار ومشاعر، تمكِّن الطفل من التعبير عن نفسه، وفهم تواصل الآخرين معه، وهنا تتجلَّى أهمية التواصل الفعال عند الأطفال فهي ليست مجرَّد قدرةٍ لغويةٍ، بل تعدُّ حجر الأساس لبناء الشخصية والعلاقات الاجتماعية السليمة، والثقة بالنفس عند الطفل.

وفي عصرنا الحالي الذي يتَّسم بالتفاعل السريع والمعلومات المتدفقة يحتاج الأطفال إلى تعلم مهارة التواصل الفعال الذي يجمع بين التعبير الواعي والاستماع الجيد، ومن خلال مقالنا سنتعرف على مفهوم هذه المهارة عند الأطفال، وما هي العوامل التي تؤثر على نموِّها، وكيف يمكن تنميتها بأساليب علمية وتربوية.

ما هي مهارة التواصل الفعال؟

مهارة التواصل الفعال تعبِّر عن قدرة الإنسان على نقل مشاعره وأفكاره وما يريد التعبير عنه من المعاني، وذلك بطريقة واضحة ومفهومة، مع قدرته على الاستماع باهتمامٍ، وفهم وجهات نظر الآخرين، وهي لا تتعلق بالكلام فحسب، بل تتخطَّى ذلك لفهم اللغة الجسدية وتعابير الوجه ونبرة الصوت وما يسمَّى بالإنصات الوجداني، ويتكون من عناصر أربعة وهي:

  • التواصل اللفظي: أي استخدام الكلمات والجمل من أجل التواصل مع الآخرين، وهو يبدأ من مرحلة إصدار أصوات المناغاة وحتى اكتساب اللغة المحكية تدريجيًا.
  • التواصل غير اللفظي: وهو ما يتعلَّق بتعابير الوجه والإيماءات ونبرة الصوت ولغة الجسد.
  • التفاعل الاجتماعي: وهي قدر الطفل على المشاركة في الحوار مع الآخرين، واحترام مشاعر غيره.
  • الإصغاء الفعال: وهي من عناصر التواصل الأساسية حيث يتعلَّم الطفل كيف يستمع للآخرين بكل احترام وتركيز، وذلك يعزِّز قدرته على الفهم.

تعرف على مهارات التواصل الفعال عند الأطفال

هناك مهاراتٌ للتواصل الفعال لا بدَّ للإنسان من أن يكتسبها ويطورها في ذاته، وهي كما يأتي:

التحكم بالتوتر

لا تتطوَّر مهارة التواصل الفعال عند الأطفال والكبار بوجود التوتر، فالتوتر يؤدي إلى شخص يقول كلامًا قد يندم عليه لاحقًا، لذلك لا بدَّ من التحكُّم بالتوتر أو بغيره من المشاعر السلبية يمكن أن يشعر بها الطفل، وأن يتعلم آداب الحوار الهادئ.

التركيز على الإشارات غير اللفظية

ومعناها التركيز على لغة الجسد كتعابير الوجه ونبرة الصوت والتنفس والإيماءات وحركة اليدين، وهي من الأمور المهمة التي تؤثِّر في التواصل مع الآخرين سواء بالسلب أو الإيجاب؛ لذلك على الطفل أن يتعلَّم بعض حركات الجسد التي تعزِّز من التواصل مع أقرانه

الثقة بالنفس

 على الطفل أن يتعلَّم كيف يكون واثقًا بنفسه في أثناء التواصل مع غيره، فذلك يجعله يعبّر عن أفكاره بشكلٍ أفضل، من دون أن يحاول فرض آرائه على الآخرين.

القدرة على التعبير

 يحتاج الأطفال لبيئةٍ تسمح له بأن يتحدث بكل حرية من دون خوفٍ من الخطأ أو النقد، فتعبيره عن نفسه هو أُولى الخطوات في تواصلٍ فعَّالٍ مع غيره.

استخدام المفردات المناسبة

 لا بدَّ للطفل من حصيلةٍ لغويةٍ جيدة، تجعله قادرًا على التعبير عن نفسه بدقَّةٍ ووضوح.

طرائق تنمية مهارة التواصل الفعال عند الطفل

إنَّ تنمية مهارة التواصل الفعال عند الأطفال لا تكون عملية تلقائية، بل يتطلَّب ذلك جهدًا من الأهل والمربين، وذلك باتباع أساليب تربوية علمية تشجِّع الأطفال على التفاعل والتعبير، وفيما يأتي بعض أبرز الطرائق التي أثبتت فعاليتها من خلال الدراسات العلمية:

  1. التواصل اليومي مع الطفل: لا بدَّ من تخصيص وقتٍ يوميٍّ للحديث مع الطفل حول ما يحبه أو ما يكره، والحديث معه عن مشاعره، فهذا الحوار اليومي المفتوح يبني جسرًا من الثقة مع الطفل، ويشعر بأهمية رأيه، فيدفعه إلى التعبير عنه.
  2. القراءة اليومية والقصص التفاعلية: حيث تعدُّ القصص من الوسائل الفعالة التي تطور مهارة التواصل الفعال عند الطفل حيث تجمع بين اللغة والمشاعر والخيال.
  3. تعزيز ثقة الطفل بنفسه: فالثقة أساس التواصل الفعال؛ لذلك على الأهل مدح محاولات طفله في التعبير عن نفسه، وتصحيح أخطائه بشكل سليم.
  4. اللعب الجماعي: حيث يعزِّز اللعب مع الأصدقاء تُعلِّم الطفل مهارة التفاوض والتفاعل الاجتماعي والمشاركة، وهي من مهارات التواصل الأساسية.
  5. استخدام التطبيقات التفاعلية: أصبحت التطبيقات التعليمية التفاعلية الخيار المثالي لجعل التعلُّم ممتعًا وفعالًا، وتطوِّر من مهارة التواصل الفعال والمهارات اللغوية لديه.

عوامل مؤثرة في تطور مهارات التواصل الفعال عند الأطفال

هناك عوامل تؤثِّر في تطوِّر مهارة التواصل الفعال عند الأطفال، فهو ليس مجرد نتيجة للعمر أو الذكاء اللغوي، من العوامل المؤثرة ما يأتي:

البيئة الأسرية

تعدُّ الأسرة هي المدرسة الأولى في التواصل للطفل، فعندما يتحدث الوالدان مع الطفل باحترام ويستمعان له بهدوء يتعلم هذا النمط من التواصل، أما في حال عاش الطفل في بيئةٍ يسودها الغضب والصراخ والتجاهل فتضعف قدرة الطفل على التواصل مع غيره.

القدرات اللغوية والمعرفية

 تؤثر المهارات اللغوية ومهارة النطق في تطوِّر مهارة التواصل الفعال مع الطفل، فزيادة مفردات الطفل وفهمه للغة يزيد من مهارته في التواصل.

العوامل النفسية والعاطفية

 تؤثِّر العوامل النفسية في مهارة التواصل عند الأطفال، فالطفل الذي لطفل يشعر بالأمان والقبول يكون أكثر استعدادًا للتعبير عن نفسه، أمَّا القلق أو الخوف من العقاب فيحدّ من رغبته في التواصل مع الآخرين.

التطبيقات التفاعلية

 تعدُّ التطبيقات التفاعلية سلاحًا ذا حدِّين، فقد تعزّز من مهارة التواصل الفعال إذا استخدم الأهل مع طفلهم التطبيقات التعليمية التفاعلية، وقد تضعفها إذا اقتصرت على المشاهدة السلبية للشاشة.

كيف يسهم تطبيق ألف بي أطفال في تنمية التواصل الفعّال؟

تحدثنا عن أهمية استخدام التطبيقات التفاعلية في التأثير عن مهارة التواصل الفعال عند الطفل؛ لذلك ننصحكم بتطبيق “ألف بي أطفال”، الذي صُمّم خصوصًا من أجل دعم اللغة العربية وتنمية التواصل والتفكير عند الأطفال من خلال خلق بيئة تفاعلية ممتعة وآمنة للطفل، يتعلم الطفل من خلالها المفردات والتعبيرات بطريقة طبيعية أثناء اللعب.

 كما التطبيق على يعتمد على التفاعل الصوتي، وفيه مكتبة من القصص الصوتية والمرئية التي تعرض بأسلوب ممتع مما يطور مهارة الاستماع والفهم والمناقشة؛ لذلك لا تتردَّد وحمَّل تطبيق ألف بي أطفال من أجل تجربةٍ تعليميةٍ باللغة العربية الفصحى وبأسلوبٍ بسيطٍ وجذَّاب، يعزّز من ارتباط الطفل بلغته الأم ويقويّ تواصله الثقافي والمعرفي.

ختاما

إن مهارة التواصل الفعّال عند الأطفال ليست مجرَّد درسٍ لغوي أو نشاطٍ تفاعلي، بل هي فنّ إنساني يُبنى منذ السنوات الأولى لحياة الإنسان، وهي مهارة تمكِّن الطفل من التعبير عن نفسه، وفهم غيره، وبناء شخصيته المتوازنة والواثقة، لذلك على الأهل والمعلمين أن يركزّوا في تعزيز هذه المهارة عند الطفل.

إذا وجدت هذه المقالة مفيدة، يرجى مشاركتها مع أصدقائك لنشر المعرفة!
Facebook
LinkedIn
Telegram
X
مقالات أخرى